لقد قدمت بحثاً عند تغيير المناهج في لبنان الى الدكتور أسعد يونس عام 1994 م عن إدخال جميع الوسائل السمعية البصرية في التعليم، وقد تم الاستئناس به ولم يؤخذ به بالكامل نظراً الى عدم توفر الامكانيات المادية في بلد كان يخرج يومها من خضم حرب دامت لمدة عقدين. ولم يكن الكومبيوتر يومها سوى في بداياته بالنسبة للشرق الأوسط وحتى لقدراته المتواضعة.
فأنا رغم كوني مهندس الكتروميكانيك، فقد كنت أمارس التعليم منذ العام 1979، وقد قيض لي يومها مجموعة من الآلات التي كانت مرمية ومهملة في تلك المدرسة ومنها عارضتان رأسيتان () وآلة عرض شرائح. وقد استطعت في تلك المدرسة الخاصة أن أغير الكثير نتيجة استعمال تلك الآلات وخصوصاً في صنع الشرائح التي كنت أبدع في تصنيعها وحفظها، كما أن استعمال التصحيح الفوري للفروض المكتوبة على أوراق شفافة كانت ترسخ تصحيح الأخطاء في الأذهان..
واليوم، وبعد فترة طويلة من ذلك الزمن، ما زلت ألتقي بعض تلاميذي الذين يتذكرون كم أحيت فيهم روح النشاط، وحركت خيالهم الى أبعد الحدود..
هذا ما زلت أحمله من طيب الذكرى عن الوسائل السمعية البصرية..