الدول الدكتاتورية هي دول اقطاعية أيضا . و لكن الاقطاع أخذ بعدا جدبدا في العصر الحديث . حيث أن الاقطاع في الأزمنة القديمة كان يتوزيع مساحات شاسعة من الأراضي المشاعة ( أملاك الدولة الان ) يمينا وشمالا و أحيانا لأسباب غريبة . مثل قصيدة في الاطناب للحاكم فيجزل له العطاء بألف ألف درهم و حلة و جارية و أراض عامرة و أراضي بور . و الأراضي العامرة هي تلك الني يسكن فيها الناس . فهو يعطيه أرضا بسكانها غير الأراضي البور التي لا يسكنها أحد . و كل ذلك من أجل قصيدة . هذا الاقطاع كان سمة الحكم على مدى مئات السنين . و كان أكثر المتضررين هم الفلاحين فيعملون للأبد لمصلحة الاقطاعي الذي يملك رسميا أرضهم و هم في الحقيقة أهل هذه الأرض . فيصبحون أجراء لديه لأنه كتب قصيدة . و لم يكن الاقطاعي يستفيد فقط من المال الذي يأتيه من الزراع الكادحين . بل كان أيضا مرتاح جنسيا . فأي فتاة تعجبه أو أي امرأة متزوجة تقع ضمن أملاكه هي تلقائيا لاستخدامه الجنسي عندما يريد . و تستطيع أن تتخيل أن نصف الفتيات كن يتزوجن و هن لسن أبكارا لأن الاقطاعي أو أحد أفراد عائلته فض بكارتها فبل العريس . و تستطيع أن تتخيل أن بعض الفلاحين كان يربي ابنا أو ابنة ليسا من صلبه لأن زوجته أعجبت الاقطاعي فصار يجامعها بانتظام . و في مصر و فرنسا احتاج الناس الى ثورة ليزيلوا الاقطاع الذي استعبد الناس .
و في عصرنا الحالي لا يزال الاقطاع مستمرا بالنسبة للأراضي و لكن بدون تملك للناس كما كان الوضع الاقطاعي قديما . و لكن مع تطور أعمال الحكومات و توسعها . فان الاقطاع تعدى الأراضي ليدخل مجالات أخرى لم تكن موجودة من قبل . فشركة اتصالات في دولة دكتاتورية لن تحصل على ترخيص الا اذا كانت تابعة لأفراد من الطبقة الحاكمة و قس على ذلك كل شئ اخر من بنوك و شركات كهرباء . بل حتى المناصب لا تخرج الا لأشخاص من عائلات معينة ( محل ثقة ) .